بين الآلوسي والشيخ صالح بن سالم



عَلِمَ الشيخ صالح بن سالم البنيان (ت١٣٣٠هـ) بخبر نية الشيخ العراقي خير الدين نعمان الآلوسي (ت١٣١٧هـ)  العزم على الحج سنة ١٣١١هـ، فأرسل إليه يسأله عن ذلك لعله يلتقيه في الحج، كما يُخبره في الرسالة بجديد الكتب التي وصلت حائل.

 

رسالة الشيخ صالح لم تصلنا لكن بقي خبرها في الجواب الذي أرسله خير الدين إلى الشيخ صالح في ١٥ ربيع الثاني من السنة نفسها، وفيها تمنّيه ذلك ومبادلته الشوق ومقابلته في الحج.

 

وهي من أجمل الرسائل المتبادلة بين مشايخ حائل مع غيرهم، وفيها لطائف وفوائد عديدة؛ منها الأدب الرفيع في اللغة والتخاطب ورشاقة الأسلوب، ومنها استشكال الشيخ صالح المخطوط الذي وجده في حائل مكتوبًا على غلافه: الاعتصام لأحمد بن نصر الخزاعي وهو في حقيقته ليس إلا كتاب السنة لمحمد بن نصر المروزي، وجواب الآلوسي بعدم علمه عن كتاب الخزاعي، ومنها ما طلب الآلوسي استنساخه من الكتب في حائل لا سيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية والفقه الحنبلي - وقد اعترف ابن رواف في رسالة بعثها لابن أخي خير الدين؛ الشيخ محمود شكري الآلوسي (ت١٣٤٥هـ) بوجود نفائس لابن تيمية في حائل -..

 

ومما جاء في تتمة الرسالة حث الشيخ خير الدين الشيخ صالحا على نشر كتب الحنابلة وطباعتها من لدن أهل اليسر والمال، وشكايته من اضمحلال كتب الحنابلة خصوصا كتب آل قدامة، وعدم طباعة مسند الإمام أحمد، وكذا كتب ابن تيمية وابن القيم، وفيها ذكر خبر طباعته لتفسير والده روح المعاني ببولاق مصر وقدر تكلفته، وكذا خبرُ كتابه في الرد على النصراني العراقي وهمة أهل الهند في نشر الكتب.

وفي الختام سلامه لأهل العلم في حائل وأمرائها في ذلك الوقت من آل رشيد.

ورسائل الشيخ صالح لها هذا الأسلوب الرفيع، منها رسالته للملك عبد العزيز سنة ١٣١٩هـ، وكذا لبعض علماء ومشايخ البلدان.

 

والله أعلم

 

بقلم

حسان بن إبراهيم الرديعان

ليلة٤ ذي الحجة ١٤٤١هـ

حائل