زيد الخير الطائي رضي الله عنه في ميزان التاريخ والأدب

زيد الخير الطائي في ميزان التاريخ والأدب

ورقة أُلقيت في مدينة فيد التاريخية بتنظيم النادي الأدبي بحائل

مساء الخميس 10/21/ 1444هـ ضمن ندوة عن زيد الخير رضي الله عنه

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :


موضوع هذه الورقة هو بعنوان: زيد الخيل الطائي في ميزان التاريخ والأدب، والحق أن زيد الخير رضي الله عنه فوق ميزان التاريخ والأدب، لأن يده صافحت يد خير البشر عليه الصلاة والسلام، وعيناه قد قرت بالنظر إلى وجه النبي ﷺ ، فانتقل بذلك إلى أعلى صفحات التاريخ وأشرفها عزة ومكانة وعلوا، وانتهى إلى مجدٍ لم يبلغه طيلة حياته. فلئن كان زيدٌ يطلبُ المجد في فروسيته ومسارح خيوله، وذوده عن حياض الجبلين، ونصرتهِ لمن استجار به؛ فإنه بهذا اللقاء مع النبي ﷺ قد بلغ ذروة سنام المجد ودخل في حمى الصحابة المصونِ شأنهم بأمر الله تعالى ونبيه ﷺ ، حتى كان مما نُسب إليه أنه قال بعد أن أسلم: (وإني أعطي الله عهدًا ألا أقاتل مسلمًا أبدًا )، ويكفي زيدًا فخرًا أن ختم سيرة فروسيته وبطولاته بما نقل ابن سحاق في سيرته عمن لا يتهمه من رجال طيئ أن النبي ﷺ قال لزيد الخيل: ( ما ذكر لي رجل من العرب بفضل، ثم جاءني، إلا رأيته دون ما يقال فيه، إلا زيد الخيل: فإنه لم يبلغ كل ما كان فيه ).

ولئن طال الحديث عن زيد رضي الله عنه فإنه ينحسر عن خمس مسائل أساسية في سيرته:

أولها: المصادر في سيرة زيد. ثانيها: شخصيته وطبيعته. ثالثها: وفوده على رسول الله ﷺ  ومتى كانت. رابعها: إقطاع النبي ﷺ له فيدًا ومعنى هذا الإقطاع. خامسها: وفاته وقبره رضي الله عنه.

أولاً:  المصادر في سيرة زيد الخيل.

لم يصل لنا شعر زيد الخير الذي هو أهم مصادر سيرة زيد ومعرفة أحواله برواية متصلة موثوقة، ولم يبق من شعره إلا ما ينقله أهل الأدب واللغة كالأصفهاني والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم، وكذلك بعض البلدانيين كالبكري وياقوت الحموي. ونسبة هؤلاء الشعر إلى زيد ليست عمدة في الباب، ولهذا لا نجد شعر زيد الخيل في روايات الأصمعي والمفضل الضبي وأبو زيد القرشي ولا ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء الجاهليين. وإنما نجد بعض أبياته عند أبي تمام في وحشياته والبحتري في حماسته. لكن تبقى بعض الأبيات - رغم قلتها - مطابقة لما استفاض من سيرة  زيد الخيل في حروبه ومعاركه وفروسيته مما يعضد لها أن تكون لزيد الخيل. وقد حاول بعض المتأخرين أن يحقق في نسبة الأبيات المنسوبة إلى زيد الخيل، وكان من أفضلهم في نظري ما صنعه أحمد مختار البزرة فإنه قد بذل جهدًا كبيرًا في هذا الأمر.

كذلك نجد في سيرة زيد مع النبي ﷺ أنها قد استفاضت في كتب السير والتاريخ والأدب، ويكفي في مثل هذا الاستفاضةُ والشهرة قبولا لها وإن لم تصلنا بأسانيد متصلة سالمة من الشذوذ والعلة.

ثانيها : شخصيته وطبيعته :

إذا كان الشعر هو المادة الأساسية التي تنقل لنا شخصية زيد الخير رضي الله عنه فإن أكثر ما يدل عليه شعرُ زيد الخيل هو الفروسية المقرونة بالفخر، وكثرة افتخاره بخيله الكثيرة التي لقّب بها، حيث إنها أجلى صفة يتصف بها زيد الخير، حتى بلغ به أن يهدد أقوامًا من وراء أفق بعيد دون أن يكون لذلك حقيقة على أرض الواقع كما يقول بعض النقاد، في قول زيد:  ويومًا باليمامة قد ذبحنا .. حنيفة مثل تذباح النقاد

وبلغ تهديده أحلاف أعدائه كما قال في الخزرج أحلاف غطفان: فمن مبلغٌ عنّي الخزارج غارة .. على حي عوف موجفًا غير نائم

لكن على الحقيقة كانت مضارب غطفان وبني أسد وسُليم والعامريين مسارح خيل زيد ومضرب سيفه ورمحه، حتى سبا من ساداتهم من سبا، فضلاً عن الغنائم التي يفتخر بأخذها منهم. ومن قرأ قصيدته في يوم محجَّر أو قصيدته في اليوم الذي كان بينهم وبين بني كلاب أدرك هذا المعنى في شخصية زيد.

وهناك ناحية أخرى في شخصية زيد رضي الله عنه توضحُ سجاياه المطبوعة وأنه يُكثر الحزّ لكنه لا يخطيء المفاصل، وهي أنه صريحٌ مع أقرب الناس إليه ولو دعى ذلك إلى العتاب أو المناكفة أو القسوة في المعاملة، ففي حروب الفساد بين الطائيين لم يرتضِ زيدًا موقف حاتم الطائي حين وقف على الحياد واعتبر الجميع بمنزلة واحدة، فقال فيه صريحًا: وفرّ من الحرب العوان ولم يكن  .. بها حاتم طبًّا ولا متطببًا ..  فإن أخذ زيدٌ بالحكمة أول الأمر ولم ينشب في هذه الحرب ثم دخل فيها، فحاتم أدرك بكمال حكمته أن آخر الأمر كأوله فاعتزل في بني بدر، ومع هذا قد شدد زيد على حاتم حين قال:  أقم في بني بدر ولا ما يهمّنا .. إذا ما قضت حربُنا أن تطّربا ، أي أن رجوعك من عدمه سيّان في هذا الأمر.

وهكذا كان زيدٌ صريحًا في خلافه مع قيس بن عاصم رضي الله عنه حين أنكر نُصرته له ولقومه، وكذا مع كعب بن زهير رضي الله عنه في حادثة الفرس التي أهداها والده زهير فأنكرها كعب، كان زيد صريحًا شديدًا في المواجهة، وكل ذلك كان قبل الإسلام.

وهناك زاوية أخرى في طبيعة زيد رضي الله عنه يُخبر بها أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني بقوله : ( وهو شاعر مقل مخضرم معدود في الشعراء الفرسان وإنما كان يقول الشعر في غاراته ومفاخراته ومغازيه وأياديه عند من مر عليه وأحسن في قراه إليه ). ومما يقصده أبو الفرج في شعر زيد قوله: وإني ليغشى أبعدُ الحي جفنتي  .. إذا ورق الطلح الطوال تحسّرا

 

 

ثالثها: وفوده على رسول الله ﷺ وفي أي عام كان ذلك.

تظافرت كتب السيرة أن وفد طيء إلى النبي ﷺ كان عام الوفود، وعامُ الوفود هو العام التاسع للهجرة، وكان وفد طيء بزعامة زيد الخيل رضي الله عنه، وقد عددت كتب السير من كان معه من رجال طيء، لكن جاء في الصحيحين أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعث وهو باليمن بذهبة في تربها إلى النبي ﷺ فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري وزيد الخير، فغضبت قريش لأنه أعطى صناديد العرب وأخبرهم النبي ﷺ أنه يـالفهم، والحديث مشهور بحديث المؤلفة، من العلماء من قال إن هؤلاء لم يسلموا وكان يتألفهم رسول الله ، ومنهم من قال إنهم حديثوا عهد بإسلام. وكان أول ما بعث النبي ﷺ عليا إلى اليمن، كان سنة ثمان للهجرة. فإذا كان وفود زيد الخيل إلى النبيﷺ إنما كان مرة واحدة فهل كان وفد طيء سنة ثمان للهجرة قبل عام الوفود فيكون زيد الخيل أسلم قبل عام الوفود؟ أم أن هذه الحادثة مع المؤلفة كانت في عام الوفود وليست عام ثمانية للهجرة؟.. الله أعلم في ذلك.

رابعها: إقطاع النبي ﷺ له فيدًا ومفهوم هذا الإقطاع.

من المتقرر تاريخيًا وبلدانيًا أن جبل سلمى وما حولها هي مواطن بني نبهان، كما يقول زيد الخيل: نزلنا بين فيد والخلافى .. بحي ذي مدارأة شديدِ. كما جاء على وجه التفصيل عدة مواضع في هذه الأماكن مصرحة أنها لبني نبهان، كالحوراء التي قال الأصمعي أنها ماء لبني نبهان، ومنازل خالد بن سدوس النبهاني إلى جبل تنوف غرب جبل سلمى وغيرها.

وزيد الخيل لم يفد إلى النبي ﷺ إلا في آخر حياته ، وفيها أقطعه النبي ﷺ فيدًا، وأرضين معه، وفي رواية: وقرى معه. ومن المعلوم وما استفاضت به كتب السيرة أن زيد الخيل أدركته الحمّى وهو عائدٌ إلى الجبلين ومات بفردة على ما سيأتي الكلام عنه، وكان يتوجد على مواطن قومه بقوله: سقى الله ما بين القفيل فطابة .. فما دون أرمام فما فوق منشد

فما معنى هذا الإقطاع لزيد الخيل ؟  وهي أرضه وأرض قومه قبل أن يفد إلى النبي ﷺ ؟ ولماذا لم يُقطع النبي ﷺ عدي بن حاتم لما وفد بعد ذلك أرضا له من الجبلين ؟ وهل كان النبي ﷺ يُقطع من يفد إليه من العرب أرضه التي جاء منها؟ هذه مسألة تحتاج إلى تحرير وتوضيح في معنى الإقطاع، هل هو الإقرار على ما كان عليه، وهذا لم يرد عنه ﷺ ولم يمنع النبي ﷺ قومًا من العرب أرضهم. كما أن بلاد زيد الخير ليست متنازعًا عليها بينه وبين قومه أو بينه وبين بني أسد حتى يطلب من النبي ﷺ أن يقطعها إياه. أم أن الإقطاع هنا هو بمعنى أن يكون عاملاً للنبي ﷺ في أرض قومه، ومسؤولاً عن الصدقة ونحو هذا، ومع أن هذا الاحتمال الأخير هو الأقرب إلا أنه ضعيف من حيث الواقع، فللنبي ﷺ عمال على الصدقات لم يقطعهم أراضي قومهم. لهذا يبقى داعي الإقطاع وسببه فيه شيء من الغموض وعدم الوضوح فيما أرى والله أعلم.

خامسها: وفاته ومكان قبره رضي الله عنه .

استفاضت السيرة بأن زيد الخير أقام بالمدينة أيامًا عدة جاء في شعره أنه 14 يومًا كما قال في أبياته:

أنيخت، بآطام المدينة، أربعا ... وعشرا، يغنّي فوقها الليل طائرُ

فلما قضى أصحابنا كلّ بغية، ... وخطّ كتابا في الصحيفة ساطر

شددت عليها رحلها وشليلها ... من الدرس والشَّعْراء، والبطن ضامر

 كما استفاضت كتب السير بأن زيدًا لما خرج من عند رسول الله ﷺ راجعا إلى قومه قال رسول الله ﷺ: إن ينج زيد من حمى المدينة فإنه -أي لا أظنه ناج-، فلما انتهى إلى ماء فردة أصابته الحمى بها فمات بهاه.

في عام 1384هـ كتب الشيخ علي الصالح السالم البنيان نبذة تاريخية مختصرة عن حائل استجابة لطلب أحد أساتذة كلية الآداب في جامعة الملك سعود وقتها. نشرها الشيخ حمد الجاسر في مجلة العرب بعد ذلك.. وكان مما كتب الشيخ علي في هذه الرسالة: ( وفيها - أي حائل- قبر زيد الخير، وقبره موجود بفردات وهي هضاب جنوب قرية سميراء تسمى بهذا الاسم إلى اليوم ). ولا شك أن هذا وهم من الشيخ علي الصالح رحمه الله ، فجبل فردة معلوم قديمًا وحديثًا وهي التي تُسمّى بفردات كل جبل يقال لها فردة . والشيخ علي هنا التبس عليه الأمر إمّا أنه اشتبه عليع فردات بواردات التي هي غرب سميراء، لكنه هو يقول جنوب سميراء، أو أنه وقف على نص ياقوت والأصفهاني في بلاد العرب حينما قالوا: فردة ماء في أسفل الثلبوت، والثلبوت هو وادي الشعبة الآن عليه جبال لا يزال يقال لها الثلابيت عند اتجاه الوادي جنوبًا، وهو جنوب سميراء إلى الغرب. والتحقيق أن زيدًا مات في فردة التي هي قرب محجّر المسمّى اليوم بالمسمْى، لأن زيدًا تجنّب  منازل قيس كما نقل الأصفهاني في الأغاني ما قاله زيد الخيل حين قفل عائدًا من المدينة ( إني قد أثرت في هذا الحي من قيس آثارا -يقصد بهم غطفان فهم من قيس عيلان-، ولست أشك في قتالهم إياي إن مررتُ بهم، وإني أعطي الله عهدًا ألا أقاتل مسلمًا أبدًا، فتنكبوا به عن أرضهم وأخذوا به على ناحية من طريق طي، حتى انتهوا إلى فردة، وهو ماء من مياه جرم، أخذته الحمّى فمكث ثلاثا فمات ..). وكل ما بين الجبلين والمدينة هو من ديار غطفان التي هي من قيس عيلان وأقله من جهة الشرق لبني أسد، لكن الذي يؤكد أن مكان موت زيد الخيل هو في فردة التي قريبة من محجّر ثلاثة أمور: 1- تنصيص ياقوت الحموي أن قبر زيد بفردة التي هي ماء لجرم طيء، 2- أن زيدًا مات في ديار طيء ومعه قبيصة بن الأسود الجرمي في دياره، وسميراء وجنوبها ليس من ديار طيء في وقت زيد الخيل، 3- أن زيدًا يتوجد بأبياته على منازله البعيدة عنه عند موته، وليست سميراء بعيدة عن بلدته فيد حتى يتوجد عليها ويطلبها.


التعريف بكتب مقالات الفرق المطبوعة

 التعريف بكتب مقالات الفرق المطبوعة

بقلم: حسان بن إبراهيم الرديعان

 4 صفر 1443هـ

قبل الشروع في هذا التعريف أود التنبيه إلى ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في كتب المقالات: ( فالكتب المصنفة في مقالات الطوائف التي صنفها هؤلاء ليس فيها ما جاء به الرسول وما دل عليه القرآن، لا في المقالات المجردة، ولا في المقالات التي يذكر فيها الأدلة فإن جميع هؤلاء دخلوا في الكلام المذموم الذي عابه السلف وذموه ) ([1]).

أردت في هذا التعريف بيان الكتب التي اعتنت بمقالات الفرق الإسلامية وعقائدها، ولم أذكر الكتب المعاصرة لطول حصرها، واكتفيت إلى المؤلفات في القرن الحادي عشر الهجري ([2]). وقد ( سلك أصحاب كتب المقالات طريقين في ترتيب هذا الفن وفي ذلك يقول الشهرستاني: ولأصحاب كتب المقالات طريقان في الترتيب:

أحدهما: أنهم وضعوا المسائل أصولاً ثم أوردوا في كل مسألة مذهب طائفة طائفة وفرقة فرقة.

والثاني: أنهم وضعوا الرجال وأصحاب المقالات أصولاً ثم أوردوا مذاهبهم في مسألة مسألة ) ([3]).

وإليك بيان التعريف الموجز لكتب الفرق إلى القرن الحادي عشر الهجري:

1-   فرق الشيعة، تأليف الحسن بن موسى النوبختي (ت310هـ): ألفه في فرق الشيعة وبيان مقالاتها، وأشار في أوله إلى أول خلاف وقع في هذه الأمة  من منظوره- وأشار إلى الخوارج والمرجئة والجهمية  والمعتزلة، ثم أطنب في ذكر مقالات فرق الشيعة.

ونقل عن هذا الكتاب ابن الجوزي في تلبيس إبليس، كما نقل عن كتاب النوبختي الآخر ( الآراء والديانات ).

طبع هذا الكتاب في استانبول عام 1931م بمطبعة الدولة بتحقيق المستشرق الألماني-الذي له تحقيقات مشهورة كمقالات الإسلاميين- هلموت ريتر. وطبعها أيضًا محمد صادق آل بحر العلوم النجفي (ت 1399هـ) وعلق عليها، بالمطبعة الحيدرية بالنجف عام 1355هـ، وأعادت المكتبة الأزهرية بمصر طباعة الكتاب وأضافت تعليقات هلموت ريتر ومحمد صادق عام 2008م.

ثم طُبع الكتاب مع كتاب سعد بن عبد الله القمّي (ت301هـ) بتحقيق الدكتور عبد المنعم الحفني بدار الرشاد عام 1412هـ بعنوان ( فرق الشيعة ) ونسبه لهما، وذكر في مقدمته أنَّ القمِّي كان يُعلِّق على كتاب النوبختي -الذي توفي بعده-، فنُسخَ كتاب القمِّي مع كتاب النوبختي، وذكر أمثلة لذلك.

وكتاب القمي طبعه د.محمد جواد مشكور وعلق عليه بعنوان : كتاب المقالات والفرق، في المطبعة الحيدرية بطهران عام 1963م([4]).

2-   كتاب المقالات ، ومعه: عيون المسائل الجوابات، تأليف أبي القاسم عبد الله بن بن أحمد الكعبي البلخي (ت319هـ): ألفه سنة 290هـ، وذكر فيه مقالات المرجئة والخوارج والزيدية، وأكثر فيه من مقالات المعتزلة، فهو من أهم مصادر مقالات المعتزلة. وقد جعل المؤلف هذا الكتاب على خمسة فنون: الأول: المسائل التي تعلّق بها مبطلوا النظر. الثاني: أسماء الفرق وأسماء رؤسائهم وألقابهم وبلداهم. الثالث: الاستدلال بالشاهد على الغائب. الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملّة. الخامس: كتاب عيون المسائل والجوابات، وهو كتاب مستقل ألحقه في كتاب المقالات، لكن فيما يظهر أنه ليس كاملاً، وقد تناول فيه مسائل لم يتناولها في كتاب المقالات ومنها الكلام على المسائل في الفن الأول.

طُبع هذا الكتاب سنة 1439هـ - 2018م بتحقيق د.حسين خانصوـ د. راجح كردي، د.عبدالحميد كردي، عن دار الفتح للدراسات والنشر بعمّان الأردن، ودار kuramer باستانبول.

3-   مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، تأليف أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت324هـ): هو أوسع وأشمل وأدق كتاب في المقالات، وهو ممن جمع بين الطريقتين السابقتين في عرض مقالات الفرق، قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وهو أجمع كتاب رأيته في هذا الفن وقد ذكر فيه ما ذكر أنه مقالة أهل السنة والحديث وأنه يختارها وهي أقرب ما ذكره من المقالات إلى السنة والحديث لكن فيه أمور لم يقلها أحد من أهل السنة والحديث ) ([5]). وذكر أنه أوسع علمًا من الشهرستاني وأعلم بمقالات المختلفين منه، وذكر فيها مقالات لم يذكرها الشهرستاني في الملل والنحل. وهو أصح من نقل اختلاف الفرق([6]).

وذكر ابن تيمية عنه في الموضع السابق أنه ذكر عشر فرق، وهذا باعتبار الفرق المشهور وإلا فهو زاد مقالاتٍ لبعض النساك والأعلام  كزهير الأثري والتومني وغيره.

والكتاب قسمه إلى قسمين: أوله رتبه على الفرق، وآخره رتبه على المسائل. وعدُّه  لطوائف الفرقة غير مرتب، فقد يذكر فرقة تفرعت من الأخرى دون ترتيب بينهما وهكذا. وقد أشار هلموت ريتر إلى أنه لا يبعد أن تكون من الأسباب التي حالت دون انتشار الكتاب ترتيبه غير المألوف للتعليم والحفظ، وهذا بعيد  في نظري- لأن قيمة الكتاب جاءتنا من قيمة من تكلم فيه وأثنى عليه، لا سيما وأن من بعده نقل منه واستفاد كالبغدادي وغيره.

ومما يظهر دقة الأشعري واحترازه -كما نقل ابن تيمية ذلك- ما ذكره ريتر في مقدمة تحقيقه: أنَّك إذا قابلت ما نقله الأشعري من آراء المعتزلة مع ما عرضه أبو الحسين الخياط المعتزلي([7]) في كتابه الانتصار وجدت الحكايتين متفقتين والروايتين متطابقتين في أكثر المواضع، والأشعري إنما أدرك متأخري المعتزلة. كما ذكر أن تأليف الأشعري للكتاب كان بعد سنة 291هـ التي ذكر فيها الأشعري خروج القرمطي.

ولم يسلك الأشعري مسلك الرد على تلك المقالات أو الحكم عليها، بل اكتفى بذكرها وسردها([8]).

أول ما طبع من الكتاب الجزء الذي فيه الكلام عن الخوارج طبعه هلموت ريتر في أستانبول عام 1925م، ثم طبعه ثانية كاملاً باستانبول عام 1929-1930م. ثم طبع الطبعة في فرانز شتاينر ـ فيسبادن ألمانيا عام 1936م، ثم طبع أيضًا في فيسبادن بألمانيا وفي دار إحياء التراث العربي في بيروت عام 1400هـ/ 1980م، وهي التي تصورها بعض المكتبات اليوم كمكتبة ابن تيمية وغيرها.

وقد طبع الكتاب بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الأولى عام 1369هـ 1950م بمكتبة النهضة بمصر، ثم طبع ثانية عام 1389هـ 1969م في جزأين بمجلد واحد. وطبع في دار الحديث القاهرة سنة 1430هـ/2009م بتحقيق أحمد جاد، خرج الأحاديث وترجم للأعلام وشرح بعض مفرداته([9]).

4-   التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع. تأليف أبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي الشافعي (ت377هـ) ([10]):

الكتاب عبارة عن أربعة أجزاء، الأول والثاني مفقودان. فالكتاب يبدأ من الجزء الثالث. بدأ ذكر كتابه بشيء من سيرة النبي e وما لقيه في أول أمر هذا الدين. وذكر الفرق في أول الكتاب على هذا الترتيب: الرافضة ثم المعتزلة، ثم المرجئة ثم الخوارج. ثم ذكر فرق الزنادقة: المعطلة والمزدكية والمانوية والروحانية.

ثم ذكر ذلك الآيات المتشابهة التي استدل بها المخالفون، ثم أعاد ذكر الفرق: ذكر مقالات جهم بن صفوان، ثم ذكر المرجئة وأصنافهم. ثم ذكر الرافضة وأصنفاهم، ثم أعقبهم بالقدرية، ثم ختمها بفرق الخوراج.

فالكتاب غير مرتّب، وفيه بيان أن النقص وعدم الترتيب واقع في الأصل المخطوط.

طبع الكتاب قديمًا بتحقيق المستشرق الفرنسي البروفيسور لويس ماسنيون. ثم طبع بتحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري عام 1368هـ نشرها السيد عزت العطار، ثم طبع تحقيقه مرة أخرى عام 1388هـ، ثم توالت طبعات هذا التحقيق. وقد اعتمد على الطبعات السابقة الدكتور محمد زينهم محمد عرب في طبعته التي نشرها  عام 1413هـ، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة.

والكتاب حقق في الجامع الإسلامية في رسالة ماجستير عام 1414هـ بتحقيق الطالب: صالح بن عبد الرحمن الدخيل. كما سجلت رسالة ماجستير بعنوان: دراسة وتقويم لأبي الحسين الملطي وكتابه التنبيه والرد، للطالب: محمد علي المطرود سنة 1425هـ بجامعة الملك سعود بالرياض.

5-   الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية، تأليف عبد القاهر بن طاهر البغدادي التميمي الإسفراييني (ت 429هـ) ([11]):

سلك البغدادي في كتابه الطريقة الثاني وهي أن جعل أصحاب الآراء وزعماء الفرق أصولاً، ثم يورد آراء كل منهم في كل مسألة. يقول في مقدمته: ( ونذكر في الباب الذي يليه تفصيل مقالة كل فرقة من فرق أهل الأهواء الذين ذكرناهم إن شاء الله عز وجل ) ([12]). وقد ذكر في الباب الأول حديث الافتراق، ثم في الباب الثاني بين كيفية هذا الافتراق، ثم في الباب الثالث عد ثمانية فرق: الروافض والخوارح والمعتزلة والمرجئة والنجارية والجهمية والكرامية والمشبهة. ثم في الباب الرابع عدّ الفرق التي تنتسب إلى الإسلام وليست منه كالسبائية والغرابية والخرمية ونحوها. ثم ختم الكتاب بأوصاف الفرقة الناجية.

وفي عرض الآراء يبين البغدادي رأيه، فهو يسلك مسلك العرض والنقد، ويبين عقيدة الأشاعرة على أنها عقيدة أهل السنة، فالبغدادي أشعري داعية إلى معتقده([13]). واعتمد على عدّ الأشعري للفرق كما اعتمد حديث الافتراق أصلاً في هذا الباب. وينقل عن الأشعري ويسميه ( شيخنا ) أي شيخه في الاعتقاد فقد أخذ البغدادي أصول الدين عن أبي إسحاق الإسفرايني(ت411هـ)، والإسفراييني أخذ أصول الدين عن أبي الحسن الباهلي (ت370هـ) والباهلي تلميذ أبي الحسن الأشعري.

وهو أجود في ترتيبه للكتاب من المقالات وأوضح للقاريء في تصور الفرقة وفروعها([14]).

طبع الكتاب عدة طبعات: أقدمها عام 1907م و1910م بمطبعة المعارف بمصر وقف على طبعها محمد بدر. وطبع بتحقيق محمد زاهد الكوثري نشرها السيد عزت العطار سنة 1367هـ. وطبع أيضًا بتحقيق محيي الدين عبد الحميد نشرته مكتبة محمد صبيح وأولاده سنة 1964م، كما طبع بتحقيق محمد عثمان الخشت، وطبع طبعات أخرى دون تحقيق. والكتاب حقق في الجامعة الإسلامية في رسالتي ماجستير. كما سجلت رسالة بعنوان: عبد القاهر البغدادي ومنهجه في كتاب الفرق بين الفرق عرضًا وتقويما، للطالبة: هند العصيمي، رسالة ماجستير في جامعة الإمام.

وقد اختصر الكتاب عبد الرزاق بن رزق الله الرسعني وحققه فيليب حتى د.ف أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية ببيروت وطبع سنة 1924م بمطبعة الهلال.

 

6-   الملل والنحل، لعبد القاهر البغدادي أيضًا.

هذا الكتاب حققه وقدم له الدكتور ألبير نصري نادر أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية- وطبعه في دار المشرق ببيروت. طبع الكتاب ناقص إذ ليس فيه إلا الباب الثالث والرابع. والباب الثالث يعادل أكثر الباب الرابع من كتاب الفرق بين الفرق غير أنه أنقص فرقة واحدة، والباب الرابع هو مضمون الباب الخامس في الفرق بين الفرق. وقد خلص المحقق ألبير بعد مقارنات عديدة:

أن كتاب الملل والنحل أسبق من الفرق بين الفرق -وقد أشار البغدادي له في أكثر من موضع في كتابه الفرق-، وأن الملل ليس إلا محاولة تأليف أولى لعرض الفرق المختلفة، وقد استوعب أشياء في الفرق لم يستوعبها في الملل والنحل مع ذكره لها([15]).

وقد حقق الكتاب في رسالة ماجستير بجامعة الملك سعود حققها محمد القديري.

7-   الفِصَل([16]) في الملل والأهواء والنحل، تأليف أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (ت 456هـ) ([17]):

ذكر ابن حزم في كتابه الكلام على الفرق الإسلامية وقبلها أطال الكلام في ذكر عقائد اليهودية والنصرانية، وفي ذكر الفرق الإسلامية جمع بين الطريقتين السابقتين في عرض آراء الفرق، مع استعماله الطريقة الأولى، وهي جعل المسائل أصولاً أكثر. وقد جعل أصول الفرق خمسة هي: المعتزلة، والمرجئة، والشيعة، والخوارج، وأهل السنة. وابن حزم ممن يضعف حديث الافتراق. وفي كتاب ابن حزم ما في كتاب الأشعري من عدم الترتيب، وقد أشار السبكي لذلك([18]). وإن كان يتميز عن الأشعري بأنه سلك مسلك النقد للمقالات([19]).

طبع الكتاب في مطبعة التمدن بمصر سنة 1321هـ 1902م، ثم أعيدت هذه الطبعة وبهامشها الملل والنحل للشهرستاني، وصورتها دار المعرفة ببيروت سنة 1406هـ. وطبع طبعات أخرى.

وقد حقق الكتاب في رسالتي دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.

8-   التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية من الفرق الهالكين، تأليف أبي المظفر طاهر بن محمد الإسفراييني (ت 471هـ) ([20]): رتبه على ترتيب البغدادي في الفرق بين الفرق، بل يكاد يكون أنه استفاد من البغدادي كثيرًا، إلا أنه لم يسلك مسلك النقد كما سلكه البغدادي. والمؤلف أشعري، عرض في آخره معتقدهم على أنه هو اعتقاد أهل السنة والجماعة كطريقة الأشاعرة في عرض معتقدهم كما قال: (فأردت أن أجمع كتابًا فارقًا بين الفريقين، جامعًا بين وصف الحق وخاصته، والإشارة إلى حجته، ووصف الباطل، وحل شبهه ليزداد المطلع عليه استيقانا في دينه، وتحقيقا في يقينه، فلا ينفذ عليه تلبيس المبطلين، ولا تدليس المخالفين للدين) ([21]). وكان قد صنفه بإشارة من  الوزير نظام الملك.

للكتاب عدة طبعات ومنها: طبع الكتاب لأول مرة سنة 1359هـ، حققها محمد زاهد الكوثري. وطبع في دار عالم الفكر بعناية الأستاذ كمال يوسف الحوت سنة 1983م.ثم طبع في مكتبات كليات الأزهر بتحقيق أحمد حجازي السقا سنة 1987م. ثم طبع في مكتبة الخانجي،  بتحقيق محمد زاهد الكوثري، سنة 1998م. ثم طبع في دار ابن حزم بتحقيق الدكتور مجيد الخليفة، سنة 1429هـ ـ 2008م.
ثم طبع في المكتبة الأزهرية للتراث بتحقيق محمد زاهد بن الحسن الكوثري، سنة 2010م ([22]).

9-    الملل والنحل ، تأليف محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت 548هـ) ([23]): من أشهر المؤلفات في الملل والنحل بعد مقالات الإسلاميين، والأشعري أوسع وأدق منه الشهرستاني في حكاية المقالات، والشهرستاني أعلم من الغزالي بالمقالات([24]). وعن كتاب الشهرستاني يقول تاج الدين السبكي ( وهو عندي خير كتاب صنف في هذا الباب ) ([25]).

والشهرستاني أشعري المعتقد، واتهم بميله إلى الباطنية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية محققًا ذلك: (أما قوله - يعني ابن المطهر الحلي- إن الشهرستاني من أشد المتعصبين على الإمامية، فليس كذلك بل يميل كثيراً إلى أشياء من أمورهم، بل يذكر أحياناً أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه؛ ولذا اتهمه الناس بالإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك، وقد ذكر من اتهمه شواهد من كلامه وسيرته، وقد يقال: هو من الشيعة بوجه، ومع أصحاب الأشعري بوجه... وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه وإما مداهنة لهم...) ([26])، وقد صنّف الشهرستاني في فضائح الباطنية، وردّ على ابن سينا الباطني([27]).

سلك الشهرستاني في كتابه ذكر الفرق ثم أورد مسائلها ومقالاتها، وعلل لذلك بقول: ( لأني وجدتها أضبط للأقسام وأليق بأبواب الحساب ) ([28]). وذكر مللًا أخرى من  فرق الزنادقة والروحانيين وأصحاب الهياكل والفلاسفة ونحوهم.

ذكر أصول الفرق الإسلامية أربعة: القدرية، الصفاتية، الخوارج، الشيعة، لكنه بدأ بالمعتزلة ثم الجبرية ثم الصفاتية ثم الخوارج ثم المرجئة ثم الشيعة ثم فرقًا أخرى، وكان في ذكره مرتبًا ومنظمًا على كتب الفرق الأخرى. وبدأ بهؤلاء قبل أهل الكتاب والفلاسفة ونحوهم. ويتعرض بعض المقالات بالنقد والتعقيب. وبين شيخ الإسلام أن أكثر ما ينقل منه الشهرستاني من المصادر في المقالات هي كتب المعتزلة التي تنقل آراء غيرهم([29]).

وقد تناول منهجه بشيء من التفصيل محمد بن ناصر السحيباني في رسالته للماجستير : منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل عرض وتقويم، طبعة في دار الوطن. وقد فصل المؤلف في هذا الكتاب طبعات الكتاب، حيث ذكر أنه طبع في عدة لغات، وذكر قول جوزيف شاخت: ( أنه منذ ترجم هاربكر الملل عام 1850م بدأ الدارسون الأوربيون في طبعه وترجمته عدة سنوات ) ([30]).

وذكر من طبعات الكتاب: طبعة العنانية، طبعة قديمة غير مؤرخة، وطبعة لندن عام 1859م، وطبعة بومباي الهند سنة 1214هـ، وطبع في روما سنة 1223هــ وطبع في مصر على الحجر سنة 1261هـ. وطبعت أيضًا بهامش الفصل لابن حزم طبعة الخانجي في مصر عام 1317هـ، وطبعة صبيح عام 1347هـ.

ثم حققه وأخرجه د.محمد بن فتح الله بدران عام 1365هـ في جزأين، قابله على ثمان نسخ خطية؛ طبع طبعتان بتحقيقه. وطبع بتحقيق محمد أحمد فهمي سنة 1368هـ في ثلاثة أجزاء. كما حققه أيضًا محمد سيد كيلاني وطبع عام 1381هـ في جزأين ثم أعيدت طباعته  وهي الطبعة المتداولة وقد طبعت مرارًا-. كما طبع أيضًا بتحقيق عبدالعزيز الوكيل من غير إشارة لسنة الطبع. وطبع عام 1977م بتحقيق د.عبداللطيف محمد العبد. وفي عام 1410هـ طبع بتحقيق عبد الأمير علي مهنا وعلي حسن فاعور.

هذا وقد طبع الكتاب باللغة الإنجليزية عدة طبعات، وبالتركية طبعتين، وبالفارسية عدة طبعات، وبالألمانية.

وحقق الكتاب في رسائل علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.

10-        اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، تأليف أبي عبد الله محمد بن عمر الخطيب  فخري الدين الرازي (ت606هـ) ([31]).

سلك فيه الطريقة الأولى وهي ذكر الفرق وما تفرع منها ومقالاتهم، وهو على اختصاره رتبه ترتيبًا جميلاً، حيث عندما بدأ بالمعتزلة ذكر في بداية ذلك ما يشترك فيه المعتزلة، وكذا عند ذكره الخوارج، يذكر ما تتفق فيه طوائف هذه الفرقة. وأضاف الكلام على الصوفية وأحوالهم، وهو شيء لم يذكره من سبقه. وأضاف فرقًا أخرى وأجاب على سؤالٍ سأله بقوله: ( فإن قيل إن هذه الطوائف التي عددتهم أكثر من ثلث وسبعين ورسول الله e لم يخبر بأكثر فكيف ينبغي أن يعتقد في ذلك ؟ ) ([32])، ثم أجاب على ذلك.

طبع الكتاب بتحقيق علي سامي النشار، وطبع في مكتبة الكليات الأزهرية عام 1398هــ، وطبع فيها أيضًا عام 2008م بتحقيق طه عبدالرؤوف سعد. وكذا طبع بتحقيق محمد زينهم عزب في مكتبة مدبولي عام 1413هـ.

11-        عقائد الثلاث والسبعين فرقة، تأليف أبي محمد اليمني ( ق6هـ)، من علماء اليمن في القرن السادس تقريبًا، غير معروف تاريخ وفاته([33])، فهو مصدر للسكسكي في كتابه البرهان ت 683هـ، واليافعي ت768هـ في كتابه ذكر مذاهب الثنتين والسبعين. غير أنه ينفرد عمّن سبقه من المؤلفين في الفرق أنه سلفي المعتقد.

جمع المؤلف في سرد مقالات الفرق بين الطريقتين الأولى والثانية. وبدأ كتابه بمقدمة بين فيها منهجه للكلام على الفرق الأربعة: الخوراج والشيعة والمرجئة والمعتزلة. وذكر مسائل فرع عليها أقوال الفرق وهي الطريقة الثانية التي سلكها. ثم ذكر في آخر الكتاب الكلام على أهل الأديان اليهودية والنصرانية، وأهل الأوثان من المجوس، والفلاسفة والدهرية. ثم ختم كتابه بذكر معتقد الفرقة الهادية المهدية أهل السنة والجماعة التي هي عقيدة الأئمة الأربعة.

طبع الكتاب في مكتبة العلوم والحكم بالمدينة النبوية وهي في الأصل رسالة علمية للدكتوراه عام 1414هـ للمحقق: محمد بن عبد الله زربان الغامدي.

12- الفرق المفترقة بين أهل الزيغ والزندقة، لأبي محمد عثمان بن عبد الله العراقي (ت ق6هـ). حقق هذا الكتاب د.يشارقوتلو. كما حُقق هذا الكتاب في رسالة ماجستير بجامعة الإمام بالرياض بعنوان كتاب الفرق وأصناف الكفرة، تحقيق د.عبد الله بن سليمان العمر. ولم أطلع عليه([34]).

13- البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان، لأبي الفضل عباس بن منصور البريهي السكسكي الحنبلي ت 683هـ([35]). وهو كتابٌ مختصر بالنسبة لما قبله من الكتب، وقد استفاد من كتاب أبي محمد اليمني.

سلك الطريقة الأولى وهي ذكر الفرقة وما تفرع منها من فرق وما هي أشهر مقالاتهم بشكل مختصرٍ جدًا. بدأ بالخوارج ثم المرجئة وأدخل تحتهم الجهمية والكلابية ومن لا يدخل تحتهم كالسوفسطائية والإباحية ونحوهم، ثم المعتزلة ثم الرافضة ثم بعض أصحاب العقائد الأخرى ثم ختمها برأي أهل السنة.

الكتاب طبع بتحقيق د.بسام العموش في مكتبة المنار بالأردن عام 1417هـ، وله طبعات أخرى.

14- مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة، تأليف أبي محمد عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي ت 768هـ.

شافعي من أهل اليمن، نزيل مكة. أشعري خالص، دافع في هذا الكتاب عن عقيدة الأشاعرة وردّ به على المعتزلة وشبهاتهم التي أثارها بعض الزيدية في اليمن. إذ سبب تأليف الكتاب سؤال ورد عليه من بعض الزيدية فيه حججٌ للمعتزلة عليهم، فأجاب عن ذلك. وقد غلا في مدح الأشاعرة وأبي حامد الغزالي على وجه الخصوص.

طبع الكتاب في دار الجيل 1992م ببيروت، تحقيق محمود محمد نصار.

15- ذكر مذاهب الفرق الثنتين وسبعين المخالفة للسنة والمبتدعين، لليافعي أيضًا.

لم أقف على الكتاب، لكن من خلال فهرسه الذي اطلعت عليه([36])، سلك طريقة ترتيب الفرق ومقالات طوائفها، وذكر في ثنايا ذلك ما انفردت به كل طائفة عن الفرقة الأم. وهذا الكتاب رتبه على طريقة أبي محمد اليمني في ترتيب الفرق وما تفردت به طوائف الفرقة، وقد استفاد منه كما سبق ذكر ذلك في كتاب اليمني.

طبع الكتاب بتحقيق د.موسى بن سليمان الدويش، في دار البخاري  1410هـ.

16- الفرق الإسلامية، تأليف محمد بن يوسف الكرماني (ت 786هـ). وهو ذيل على كتاب شرح المواقف. طبع في مطبعة الإرشاد ببغداد عام 1973م، بتحقيق سليمة عبد الرسول. ولم أطلع عليه.

17- تلخيص البيان في ذكر فرق أهل الأديان، تأليف علي بن محمد الفخري ت ق9هـ.

حققه رشيد الخيّون وطبع في لندن 1994م، كما طبع في دار مدراك عام 2011م، ولم أطلع عليه.

18- رسائل ابن كمال باشا في الفرق: تأليف شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا (ت 940هـ) عالم تركي، صنف في سائر الفنون([37]). ألف في الفرق ثلاث رسائل:

1-المقالات في بيان أهل البدع والضلالات. 2- رسالة في تفصيل الفرق الضالة. 3- رسالة في بيان الفرق الضالة([38]).

وهي مطبوعة في مجموع بتحقيق سيد باغجوان في دار السلام في القاهرة 1415هـ. ولم أطلع عليها.

19- تحفة المسترشدين في بيان مذاهب الفرق المسلمين، تأليف محمد بن بير علي البركوي (ت981هـ)([39])، وهو ماتريدي العقيدة، لكنه ممن وقف للصوفية وبدعها منكرًا باللسان والقلم مما عرضه لمحن.

ورسالته هذه هي: رسالة مختصرة، ذكر في أولها معتقد أهل السنة ثم ذكر أصول الفرق ستة: الجبرية والقدرية والكرامية والمعطلة والروافض والنواصب. ثم جعل لكل فرقة من هذه الأصول اثني عشر قسمًا. وذكر أبرز مقالات الفرقة دون تعرض لنقدها لمقام الرسالة المختصر.

حققها فضيلة الشيخ الدكتورمحمد الشايع أستاذ العقيدة في جامعة الإمام- في مجلة الدراسات العقدية العدد8  السنة الرابعة، رجب 1433هـ.

20- شرح وبيان وآثار وعلامات الاثنين و سبعين فرقة ، تأليف أبي الثناء شرف الدين محمد بن القاضي حميد الدين بن محمود بن عمر الحمودي البلخي (ت 1032هـ)، حُقق في رسالة علمية لدرجة الماجستير في جامعة الإمام بالرياض بتحقيق: أسماء بنت مبارك البوصي. ولم أطلع عليها.

 

 



(1) النبوات ( ص219-220).

(2) وما أذكره هو إما مطبوع أو محقق في رسائل علمية في الجامعات، حسب ما وقفت عليه وبلغه علمي.

(3) مقدمات في علم مقالات الفرق، محمد خليفة التميمي (ص22).

(1) انظر: فرق الشيعة، للنوبختي، تحقيق محمد صادق آل بحر العلوم (ص 16-19)، فرق الشيعة، للنوبختي والقمي، تحقيق د.عبدالمنعم الحفني (ص 9-13). وانظر ترجمة النوبختي والقمي في: رجال النجاشي، لأحمد بن علي النجاشي ( ص 63، 174)، الأعلام، للزركلي (2/224) (3/86).

(1) النبوات (2/631).

(2) منهاج السنة (6/301).

(1) أبو الحسين عبد الرحيم بن محمد بن عثمان ابن الخياط. شيخ المعتزلة ببغداد، وشيخ الكعبي. له الانتصار في الرد على ابن الراوندي الذي رد على المعتزلة. وله نقض نعت الحكمة والاستدلال. توفي سنة 300هـ تقريبًا. انظر تاريخ بغداد (12/373)، سير أعلام النبلاء (14/220)، الأعلام (3/347).

(2) مقدمات في علم مقالات الفرق ( ص 31).

(3) انظر : موقع مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية على شبكة الإنترنت.

(1) انظر ترجمة الملطي في: طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي (3/77)، الأعلام، للزركلي (5/311).

(1) انظر ترجمة البغدادي في : طبقات الشافعية (5/136)، سير أعلام النبلاء (17/572) .

(2) الفرق بين الفرق (ص 20).

(3) موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/570-580).

(1) مقدمات في علم مقالات الفرق ( 37).

(1)انظر مقدمة تحقيقه: الملل والنحل، للبغدادي  ( ص15-39).

(2) كتب الناشر على الطبعة الأولى عام 1321هـ: ( الفِصَل بكسر ففتح جمع فصلة بفتح فسكون كقصعة وقصع، النخلة المنقولة من مكان إلى مكان لتثمر ).

(3) انظر ترجمة ابن حزم في: جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، لابن فتوح (ص 308-311)، سير أعلام النبلاء (18/184)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للمقّري (2/77-82).

(4) طبقات الشافعية (6/129) .

(5) مقدمات في علم مقالات الفرق ( 41-42).

(1) انظر ترجمة أبي المطفر طاهر في: طبقات الشافعية الكبرى (5/11) ، سير أعلام النبلاء (17/401).

(2) التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين (ص 16) .

(1) انظر : موقع مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية على شبكة الإنترنت.

(2) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى (4/78) ، وفيات الأعيان (4/273)، سير أعلام النبلاء (20/286)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (4/149).

(3) النبوات (2/631).

(4) طبقات الشافعية (6/129) .

(1) منهاج السنة، لابن تيمية (6/305-307) .

(2) درء تعارض العقل والنقل، لابن تيمية (5/ 8)، إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، لابن القيم (2/267)، وانظر منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل عرض وتقويم (ص 119) .

(3) الملل والنحل (1/15) .

(4) منهاج السنة (6/307)، وانظر مقدمات في علم الفرق ( ص 43) .

(1) منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل عرض وتقويم (ص 222).

(2) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى (5/33) ، وفيات الأعيان (3/381).

(1) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ( ص 74) .

(2) انظر أسباب خفاء اسم المؤلف في: عقائد الثلاث والسبعين فرقة ( 1/2) المقدمة.

(1) انظر مقدمة تحفة المسترشدين في بيان مذاهب الفرق المسلمين،تأليف محمد بن بير علي البركوي، تحقيق د.محمد الشايع، مجلة الدراسات العقدية العدد8  السنة الرابعة، رجب 1433هـ ( ص 388).

(2) وقع في الكتاب إضافة عند التعريف بجهم وهي قول المؤلف ( قاله الذهبي في الميزان ) ص 34، وهي مشكلة في نسبة الكتاب للمؤلف المتوفى سنة 683هـ والذهبي ت 748هـ، لكن أفاد الأستاذ عبدالله الحبشي أن الإضافة هي من إلحاقات النسّاخ، انظر مقاله في مجلة معهد المخطوطات العربية. والكتاب نسبه إلى البريهي  وليس التريني- بهاء الدين محمد بن يوسف السكسكي في كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك (2/174).

(1) على موقع الدرر السنية على شبكة الإنترنت.

(1) انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي (1/133)، معجم المؤلفين (1/238) .

(2) انظر: ابن كمال باشا وآراؤه الاعتقادية، دراسة نقدية على ضوء عقيدة أهل السنة، سيد باغجوان (1/106-107) رسالة علمية غير منشورة في جامعة أم القرى، ومقدمة تحفة المسترشدين في بيان مذاهب الفرق المسلمين، مجلة الدراسات العقدية، مصدر سابق ( ص 388-389).

(3) انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي (6/61)، معجم المؤلفين (9/123-124) .